يؤكد أغلب الاخصائيين الاجتماعيين أن العنف يؤشر في كثير من الاحيان الى
حالة اجتماعية مرضية والتي غالبا ما تكون مرتبطة بوضعية قاسية وصعبة وان
عنف الشاب قد يكون رد فعل على مجموعة من الضغوط الاجتماعية والاسرية وان
داخل كل شاب نزعة من العنف وهذا امر طبيعي اذا لم تتحول الى مرض نفسي
والى رغبة في القاء الاذى بالاخرين.
ومن أجل تسليط الضوء على العنف
كأحد أهم الوسائل التي يلجأ اليها المنتقم، اخترنا الحديث عن اسباب جنوح
الشاب المراهق للعنف، وأعراض هذا المشكل وعن دور الآباء والمدرسة في
المساعدة على تفادي وقوع الشاب في هذه الحالة.
أسباب الجنوح إلى العنف يقول الدكتور جوانج جو أستاذ علم الاجتماع بجامعة نورث كارولاينا
الأمريكية في هذا الصدد ان اسباب جنوح المراهق للعنف متشابكة، لكن يمكن
تلخيصها كالتالي:
اضطرابات نفسية: الخوف، الكآبة، القلق، التوتر
غالبا ما تكون هذه الاضطرابات غير مشخصة، اي ان اغلب الشباب المراهقين
الذين يعانون من مثل هذه المشاكل لم يخضعوا يوما للفحص والتحليل النفسي،
بل ان مشاكلهم تظل في غالب الاحيان بعيدة عن اعين آبائهم واساتذتهم ولا
تظهر الا في حالات نادرة.
أسباب اجتماعية غالبا ما تكون مجموعة من المشاكل الاجتماعية والدراسية مساعدا اساسيا على
ظهور نزعة العنف سواء لدى الطفل او المراهق، كتوتر العلاقة بين الزملاء في
الدراسة، او بين التلميذ والاستاذ وايضا الاحباط واليأس الذي يطبع
طريقة حديث الشباب من قبيل "لماذا الدراسة ما دامت فرص العمل قليلة" كما
ان انتشار تعاطي المخدرات بشكل لافت للانتباه بين اوساط الشباب، يساهم في
تنامي هذه الظاهرة.
هذا بالاضافة الى العنف الاسري الذي يعرفه
الدكتور جوانج على انه احد انماط السلوك العدواني الذي ينتج عن وجود
علاقات غير متكافئة بين الافراد داخل الاسرة الواحدة.
ويرى ان العنف
في بعض الاحيان يكون سلوكا مكتسبا يتعلمه الفرد خلال اطوار التنشئة
الاجتماعية التي تلقاها خلال سنوات طفولته اساسا، واكد الدكتور جوانج ان
اغلب الافراد الذين يكونون ضحية للعنف في صغرهم، يمارسون العنف على
افراد اسرتهم في المستقبل كما يلعب عدم الاستقرار العائلي حسب الدكتور
دورا اساسيا في بزوغ مظاهر العنف لدى الشاب المراهق فالطلاق والعنف
الابوي وغياب التواصل بين الاباء والابناء كلها عوامل تؤدي الى لجوء ..