دينا طارق تكتب: مصر لن تعود إلى الوراء الثلاثاء، 22 فبراير 2011 - 22:54
الرئيس السابق مبارك<br>
مزق دفاترك القديمة كلها واكتب لمصر اليوم شعراً مثلها, للشاعر هشام الجخ:
حاك لكِ شباب الثورة ثوبا كانت خيوطه من كرامة وعطروه بمسك دماء الشهداء
لتكونى فى حُلة جديدة لم يعهدك بها العالم. سَير الله السحابة السوداء من
سمائك لتظهر شمس الحق، فتمحو الظل عن الفساد ولتبدأ المحاسبة.
رحل ورحلت معه السلبية واللامبالاة, تغيرت قدوة الشباب من أن ينظر بعيون
تملؤها الحسد لمن يحصلون على إعفاء أو تأجيل، وحتى التهرب من الجيش إلى أن
يتسابق ليضحى بدمائه "فداكى يا مصر" لتصل به الحال للتطوع فى الجيش.
من المصادفات التى حدثت هو أن يوم تنحى الرئيس هو يوم عيد ميلاد الملك
فاروق, لقد تشابهت النهاية واختلفت الأحداث, فمع كل الاتهامات التى وجهت
للملك إلا أنه رفض إراقة دماء المصريين، فرحل فى كرامة وأطلق له الجيش 21
طلقة تحية له. قال مبارك فى أحد مقابلاته إن الشعب هو من يبقيك فى الرئاسة,
فإذا خرج واحتج فليس هنالك داعٍ لأن تبقى.
فكشفت لنا الأيام أنك تنظر إلى مصر على أنها ملكية تديرها, لم تحترم شعبك
فولى حكمك. فى 18 يوماً كَتب هؤلاء الشباب تاريخاً جديداً لمصر رفعوا به
قامتنا, سيتعذر مقارنتكم بثورات أخرى فكل ما كُتب فى سيرتك لا يضاهى ما حدث
منذ 25 من يناير, وكما قال هيكل: "فى السابق ثار الجيش فاستجاب الشعب أما
اليوم ثار الشعب فاستجاب الجيش".
من الملفت للنظر التغطية الإعلامية للثورة المصرية منذ اندلاعها حتى الآن,
فقد تفرغت قنوات فضائية أياماً وأيام لمتابعة سير الأحداث, مع أنه تصادف
وجود ثورات فى بلدان أخرى، ولكن لقوة ثورتنا وتأثيرها فى عيون شعوب العالم
كان لنا كل الوقت.
لقد وضعنا الإدارة الأمريكية فى حرج، حيث إنها ستضطر إلى تشجيع ومساندة
الديمقراطية فى بلدان العالم الثالث، مما يؤدى إلى خسارة حلفائها، وهذا
وفقاً لما صرح به مسئول فى البيت الأبيض.
علق كثيرون على هذه الثورة مثل, الكاتب البريطانى الشهير "روبرت فيسك" فى
مقال بعنوان "رحيل طاغية ونشوة شعب" لـ "الإندبندنت": "هب المصريون ونفضوا
عنهم خوفهم وطردوا الرجل الذى يحبه الغرب ويعتبروه زعيما معتدلا.. نعم ليست
شعوب أوروبا الشرقية وحدها القادرة على مواجهة الوحشية وتحديها".
قال المرجع الإسلامى العراقى الشيخ حسين المؤيد إن "الثورة المصرية فتحت
صفحة جديدة فى تاريخ الأمة وأعادت ثقة الجماهير بنفسها وبرهنت على أن هذه
الأمة حية لم تمت رغم كل محاولات قمعها والفتك بها والإيحاء لها بالهزيمة"،
الأديب والمستعرب الأسبانى "خوان غويتيسولو": "المصريون شعروا فى الميدان
بأنهم ملاك مستقبلهم ومصيرهم وعليهم أن يقولوا كفى!"
رئيس أركان الجيش الإسرائيلى المنتهية ولايته، غابى أشكنازى: «الأحداث فى
مصر تثبت أنه يتوجب علينا التواضع والحذر فى تقديراتنا للعالم العربى".
كشفت مصر عن وجهها فهو ملىء بالتسلح بالإيمان وبالتسامح, الذى بلغ قمته فى
أنه يتمنى للرئيس السابق الشفاء وسيعمل على أن يداوى الجروح التى سببها
لهذا الوطن, قيمتى اليوم فى الإصلاح والبناء "فالبلد بلدنا".