سوزى سوسو عنايات جامدة
عدد المساهمات : 251 تاريخ التسجيل : 17/02/2011 الموقع : ركن الدلوعه
| موضوع: قصة الذبيح إسماعيل والأضحية والدعوة لصلاة العيد (ويوم عرفة) الإثنين فبراير 28, 2011 3:08 pm | |
| [center]قصة الذبيح إسماعيل والأضحية والدعوة لصلاة العيد (ويوم عرفة)
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا من يهدِ اللهُ فلا مضلّ له ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشّرًا ونذيرا بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأُمّة فجزاه الله عنّا خير ما جزى نبيًّا من أنبيائه، صلوات الله وسلامه عليه وعلى كلِّ رسولٍ أرسله .
أما بعد فيا عباد الله أوصي نفسي وأوصيكم بتقوى الله العلي العظيم . يقول الله تعالى في القرءان العظيم: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾
إن نبيّ الله إبراهيم عليه السلام ءاتاه الله الحُجّة على قومه وجعله نبيًّا رسولاً فكان عارفًا بالله يعبد الله تعالى وحده ويؤمن ويعتقد أنّ الله خالق كلِّ شىء وهو الذي يستحقّ العبادة وحده من غير شكٍّ ولا ريْب .
ثمّ إنّه ذات يوم طلب من ربّه أن يرزقه أولادًا صالحين قال فيما أخبرَ الله به في القرءان: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ فرزقه الله تعالى إسماعيل وإسحاق.
ولمّا كبر إسماعيل وصار يرافق أباه ويمشي معه رأى ذات ليلةٍ سيّدنا إبراهيم عليه السلام في المنام أنّه يذبح ولده ثمرة فؤاده إسماعيل. ﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾ الآية.
ورؤيا الأنبياء وحيٌ وأراد أن يعرف قرار ولده ﴿فَانظُرْ مَاذَا تَرَى﴾ لم يقصد إبراهيم أن يشاور ولده في تنفيذ أمر الله ولا كان متردّدًا إنّما أراد أن يعرف ما في نفسية ولده تجاه أمر الله.
فجاء جواب إسماعيل جواب الولد المحبّ لله أكثر من حبّه للحياة ﴿قَالَ
يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ وأما قوله إِن شَاء اللَّهُ لأنّه لا حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله تكون.
اسمعوا إخوة الإيمان أخذ إبراهيم النّبيّ الرسول (خليل الرحمن) ولده ثمرة فؤاده وابتعد به حتى لا تشعر الأمّ وأضجعه على جبينه قال تعالى: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾
وللملاحظة إخوة الإيمان الجبهةُ بين الجبينين. أضجعه على جبينه. فقال إسماعيل: يا أبتِ اشدُد رباطي حتى لا أضطرب واكفف عنّي ثوبكَ حتى لا يتلطّخ من دمي فتراه أمّي فتحزن، وأسرع مرّ السكّين على حلقي ليكون أهون للموت عليّ.
فإذا أتيت أمّي فاقرأ عليها السلام منّي. فأقبل عليه إبراهيم يقبّله ويبكي ويقول نِعمَ العونُ أنت يا بنيّ على أمر الله. فأمرّ السكّين على حلقه فلم يحكِ شيئًا وقيل انقلبت. فقال له إسماعيل مالَك؟ قال انقلبت فقال له اطعن بها طعنًا فلمّا طعن بها نَبَتْ ولم تقطع شيئًا، وذلك لأنّ الله هو خالق كلِّ شىء وهو الذي يخلق القطع بالسكّين متى شاء .
وقد علم الله تعالى بعلمه الأزليّ الذي لا يزيد ولا ينقص ولا يتجدّد الصدق في تسليمهما. ونوديَ يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا هذا فداء ابنك فنظر إبراهيم فإذا جبريل معه كبش . قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ أي أنّ الله تعالى خلّص إسماعيل من الذبح بأن جعل فداء له كبشًا أقرن عظيم الحجم والبركة.
إخوة الإيمان مع اقتراب يوم الوقوف بعرفة أحببنا أن نذكّركم بهذه القصّة العظيمة التي تزيدنا يقينًا بعظمة الأنبياء عليهم السلام الذين كانوا مسلّمين لله عزّ وجلّ مسرعين إلى طاعته. فسارعوا في هذه الأيّام المباركة بالتوبة إلى الله، وأكثروا يوم عرفة بالدّعاء، أن ينصرَ الله تعالى هذه الأمّة ويخفّف عنها، في اليوم الذي يجتمع مئات الآلاف من المسلمين على أرض عرفة أدعو الله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين ويوحّد صفوفهم وينصرهم على عدوِّه وعدوِّهم إنّه على كلِّ شىء قدير.
في يوم عرفة يوم يجتمع النّاس هناك تذكّروا يوم المحشر واعملوا لذلك اليوم العظيم.
في يوم عرفة أكثروا من الدعاء والاستغفار والتهليل والصلاة على النّبي محمّد صلى الله عليه وسلم القائل في حديثه الشريف: "ما رؤيَ الشيطان أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا أنّ الرحمة تنْزل فيه فيتجاوز عن الذنوب العظام" .
اللهمّ اغفر لنا وتجاوز عنّا سيّئاتنا إنّك أنت الغفور الرحيم .
هذا وأستغفر الله .
الخُطبةُ الثانيةُ
الحمد لله ثمّ الحمد لله والصلاة والسلام على محمّد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أمّا بعد فيا عباد الله أوصي نفسي وإيّاكم بتقوى الله العليّ العظيم .
ليعلم أيّها الأحبّة أنّ الأضحية سُنّة سيّدنا إبراهيم عليه السلام فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ضحّوا وطيّبوا أنفسكم فإنّه ما من مسلم يستقبل بذبيحته القبلة إلا كان دمها وفرثها وصوفها حسناتٍ في ميزانه يوم القيامة" .
فهذا حثٌّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخيرات والمبرّات والإنفاق لوجه الله تعالى .
والأضحية سُنّةٌ مؤكّدة في حقِّ الموسر، لمن كان في مكّة للحجّ ولمن كان في سائر بلاد الدنيا. ويدخل وقتها إذا مضى بعد دخول وقت صلاة عيد الأضحى قدر ركعتين وخطبتين فإن ذبح قبل ذلك لم يجزئه وذلك لحديث الشيخين عن البراء رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النّحر بعد الصلاة فقال: "من صلّى صلاتنا هذه ونسك نسُكَنا فقد أصاب سُنّتنا ومن نسك قبل صلاتنا فتلك شاة لحم فليذبح مكانه".
ويبقى وقتها إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق وقد اتفقت نصوص الشافعيّة والأصحاب على أنّه لا يجوز بيع شىء من الأضحية سواء كانت نذرًا أو تطوّعًا سواء في ذلك اللحم والشحم والجلد والقرن والصوف وغيره ولا يجوز جعل الجلد وغيره أجرة للجزّار .
واعلموا أنّ الله تعالى أمركم بأمرٍ عظيم أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ اللّـهُمَّ صَلِّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدَنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾، اللّهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ اللهِ ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.
[/center] | |
|
ريتاج مشرفه الاقسام العامه
عدد المساهمات : 560 تاريخ التسجيل : 15/01/2011 الموقع : عنايات
| موضوع: رد: قصة الذبيح إسماعيل والأضحية والدعوة لصلاة العيد (ويوم عرفة) الإثنين فبراير 28, 2011 5:17 pm | |
| كثر الله من امثالك شكراا شكراا | |
|