ام محمود عنايات نشيطه
عدد المساهمات : 193 تاريخ التسجيل : 02/02/2011 الموقع : ركن الدلوعه
| موضوع: مساعدة غير مقصودة الخميس مارس 03, 2011 8:55 am | |
| google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad); أحس أرنوب بالجوع، فراح يبحث له عن طعام... ظل يمشي تارة ويركض تارة أخرى، حتى أنهكه التعب فقرر أن يستريح قليلا . وبينما كان أرنوب يفكر في طريقة يجد بها طعاما، لاح له من بعيد شيء برتقالي، فقال في نفسه :
-ما هذا ؟! إنه اللون المفضل لي ! ترى ماذا يكون ؟ سأركض باتجاهه لأعرف.
وعندما وصل إلى المكان.. لم يصدق ما رأته عيناه :
-ما هذا ؟! إنه تل من الجزر ! على ما يبدو أن هذا هو حقل واسع للجزر، واليوم هو يوم الجني.
أراد أرنوب أن يقفز إلى التل،ويستأذن من صاحب الحقل، ويأخذ بضع جزرات ليسدّ بها جوعه، لكنّ جدول الماء كان يفصل بينه وبين الحقل، إنها مشكلة كبيرة بالنسبة له، فقال في نفسه :
-فرحتي لم تكتمل... فالجدول عريض، ولا يمكنني أن أقفز من فوقه أو أن أحفر من تحته.
جلس أرنوب حائراً... وهو ينظر إلى حقل الجزر :
-ماذا أفعل ؟ سأموت من الجوع، وأنا أقف قبالة حقل كبير من الجزر.. من يصدّق ؟
وبينما هو كذلك.. وإذا بالقنفذ يمر بالقرب منه، فسلّم عليه :
-مرحباً يا صديقي أرنوب.. ما بالك تبدو حزيناً ؟
فأجابه أرنوب :
- لست حزيناً، بل أنا متعب وجائع، وحقل الجزر أمامي ولا أستطيع الوصول إليه، هل تستطيع أن تساعدني ؟
قال القنفذ :
-كان بودّي ذلك، ولكن لا حيلة عندي، ثم إنني مستعجل... مع السلامة.
تقدّم أرنوب بخطى بطيئة نحو شجرة قريبة، ليستريح في ظلّها وليفكّر بطريقة مناسبة تجعله يصل إلى الضفة الأخرى. فجأة... سقط عليه شيء ثقيل من الأعلى كأنّه جبل.. ففزع أرنوب، وكاد قلبه يتوقف. كان هذا الشيء هو القرد الذي أراد أن يمزح مع أرنوب.
-هل أخفتك ؟
قال أرنوب :
-بل كدت أموت من الخوف .
ابتسم القرد وهو يقول :
-انا آسف يا صديقي.. رأيتك حزيناً فأردت أن أمازحك.
فسأل أرنوب صديقه القرد, عن طريقة تجعله يعبر النهر حتى يصل إلى الجزر..وهنا حكّ القرد رأسه مفكّراً.. وبعد لحظات قال :
-ما رأيك أن أكوّرك، أي أجعلك مثل الكرة، ثم أرمي بك إلى الجهة الثانية ؟
ارتعب أرنوب وهو يسمع هذه الفكرة, فقال :
-لا... فربّما تكون الضربة قاضية فأموت.. شكراً لك.. لا أريد فكرتك, والموت جوعاً أهون لي.
ترك القرد صديقه أرنوب حائراًَ, يفكّر في طريقة مناسبة للوصول إلى حقل الجزر، وبينما هو كذلك فإذا بالثعلوب يقف أمامه، وهو يكشّر عن أنيابه ويقول :
-وأخيرا صرت أمامي يا أرنوب .
ارتعش أرنوب.. وصارت أسنانه تصطكّ ببعضها وهو يردّد :
- ثـ ثـ .. عـ عـ .. لو ب ب ؟؟!!؟!
انطلق أرنوب مثل الرصاصة, وهو يفرّ من أمام ثعلوب..ونسي كلّ تعبه وجوعه.. وانطلق وراءه ثعلوب يريد افتراسه.. وصار الاثنان يجريان بأقصى سرعتيهما بمحاذاة النهر. فجأة.. ارتطم أرنوب بعمود, لم يلاحظه لشدّة ارتباكه وخوفه.. فرآه فرصة مناسبة أن يتسلق هذا العمود وينقذ نفسه من أنياب ثعلوب. بعد لحظات.. اكتشف أرنوب أن هذا العمود رجل من أرجل صديقته الزرافة، كانت تقف تشرب من ماء النهر.. ووجد نفسه فوق ظهرها، فواصل تسلّقه على رقبتها ثم على رأسها وهو يقول :
-من فضلك يا صديقتي الزرافة، أنزلي رأسك إلى الجهة الأخرى فتساعديني في اجتياز النهر..
أومأت الزرافة برأسها بالموافقة ,لأنها لاتستطيع الكلام . وهكذا وجد أرنوب نفسه في الجهة الثانية من النهر، ووسط حقل الجزر، فضحك بصوت عال وهو يقول :
-شكراً يا ثعلوب.. لقد قدّمت لي المساعدة من غير أن تقصد ذلك.. لقد كنت حائراً كيف أعبر النهر لأحصل على الجزر، وقد دلّيتني على الطريقة المناسبة .. ها ها ها..
راح أرنوب يلتهم الجزر. بينما وقف ثعلوب حائرا كيف يعبر النهر.
| |
|