ام محمود عنايات نشيطه
عدد المساهمات : 193 تاريخ التسجيل : 02/02/2011 الموقع : ركن الدلوعه
| موضوع: اليد أولاً &&&&&&& الخميس مارس 03, 2011 9:15 am | |
| عندما مات الملك ترك سيفه الذي قتل به كثيراً من الأعداء، وكان لهذا السيف صيت في كل البلاد. فقبضته من الذهب ونصله المرهف قد صنع من صاعقة سقطت على كوخ حطاب.
وكان للملك ولد يحب اللهو واللعب كثيراً، ولا يهتم بشؤون رعيته ويقضي أوقاته في أمور تافهة لا تليق بحاكم مسؤول عن رعيته.
وكانت والدته كلما قالت له: "يجب أن تتدرب على القتال وحمل السيوف". كان يرد عليها: -ولماذا أتدرب على السيوف؟ إن سيف أبي الذي قبضته من ذهب ونصله من صاعقة كفيل بدحر الأعداء وقطع رقابهم.
حينئذ كانت الأم تخلد إلى الصمت ولا تنبس ببنت شفة.
حتى جاء يوم أغار فيه الأعداء على البلاد. وكان هؤلاء الأعداء يتحينون الفرص للثأر من الملك الذي هزمهم كثيراً. ذلك الملك الذي لم يستطيعوا أن يتغلبوا عليه وهو وحي.
حمل ابن الملك سيف أبيه باحتفال مهيب، ثم سار على رأس جيشه لملاقاة أعدائه.
عندما التقى بأعداء بلاده نشبت بينه وبينهم معركة صغيرة، لكنه لم يستطع أن يصمد طويلاً أمامهم وسرعان ما انهزم.
ذهل ابن الملك واستبد به العجب فقال لمن حوله وهو يرمي سيف أبيه على الأرض:
-أي سيف تافه هذا: إنه لا يستأهل الصيت الذي أذيع عنه.
فقال له أحد قواده:
-بل إنه سيف عظيم جداً يا مولاي.
فقال ابن الملك:
-أين هذه العظمة التي تتحدث عنها. إنه سيف مثلوم الحد لم يقطع رقاب أحد من الأعداء.
فأجاب القائد:
-السيف لا يقطع الرقاب يا مولاي.
قال ابن الملك:
-عجباً ومن يقطع رقاب الأعداء إذا لم يكن السيف هو الذي يقطعها إذن؟
-إن الذي يقطعها يا مولاي اليد التي تحمل السيف.
قال ابن الملك:
-ماذا تقول أيها القائد؟
فقال القائد:
-أقول يا مولاي أن الذي يقطع رقاب الأعداء هو اليد التي تحمل السيف. حسناً أترك السيف في غمده ألف سنة فإنه لا يتحرك ولا يقتل أحداً من الأعداء، أما اليد فتستطيع أن تقتل الأعداء بدون سيف.
فقال ابن الملك:
-وكيف تستطيع اليد أن تقتل الأعداء بدون سيف؟
فأجاب القائد:
-تستطيع أن تفعل ذلك بأية أداة قاطعة: بالمنجل.. بالفأس أو بالرفش. المهم يا مولاي أن تكون اليد مصممة على قتل الأعداء.
قال ابن الملك:
-ما تقوله أيها القائد غريب حقاً.
وقرر أن يبدأ صفحة جديدة. ثم ركب حصانه وانطلق يتدرب على السيف. بعد مدة من الزمن صار ابن الملك يجيد استعمال السيوف وكل أدوات القتال.
قال:
-والآن يجب أن نقاتل الأعداء ونهزمهم.
ثم مضى بجنوده لقتال الأعداء الذين كانوا يغطون في نومهم عند الفجر.
حينما استيقظ الأعداء سخروا من ابن الملك وجيشه لأنهم كانوا يعتقدون أن ابن الملك وجيشه لا يحبون القتال، ولا يجيدون استعمال السيوف.
قال ابن الملك:
-أيها الأعداء اتركوا أراضينا وعودوا إلى دياركم.
فضحك الأعداء من ابن الملك وقالوا له:
-كلا لن نترك هذه الأراضي.
فقال ابن الملك:
-أيها الأعداء إذا لم تتركوا بلادنا وتعودوا إلى دياركم فستهلكون.
قال الأعداء ساخرين:
-أنتم لا تستطيعون إخراجنا من بلادكم، لأن سيوفكم لا تقطع.
فقال ابن الملك:
-ليست السيوف هي التي تقطع.
فقال الأعداء:
-وما الذي يقطع إذن. إذا كانت السيوف ليست هي التي تقطع؟
قال ابن الملك:
-إن الذي يقطع حقاً هو اليد التي تحمل السيف. لقد غلبتمونا في المرة السابقة لأننا اعتمدنا على سيوفنا. أما الآن فنحن نعتمد على أيدينا.
ثم هجم ابن الملك وجيشه على الأعداء هجوماً صاعقاً وانتصروا عليهم. ولم يكن ابن الملك في هذه المرة يحمل سيفاً قبضته من ذهب، ونصله من صاعقة سقطت على كوخ حطاب.
وإنما كان يحمل بيده شيئاً آخر غير السيف. ربما كان فأساً. وربما كان منجل حصاد. وكذلك فعل بقية أفراد الجيش. | |
|
ريتاج مشرفه الاقسام العامه
عدد المساهمات : 560 تاريخ التسجيل : 15/01/2011 الموقع : عنايات
| موضوع: رد: اليد أولاً &&&&&&& الجمعة مارس 04, 2011 10:02 am | |
| | |
|