واحدة تطلق على نفسها بوية البويات، وأخرى تفضل مناداتها بـ الزعيمة،
وثالثة تشعر بالسعادة كلما سمعت المقربين منها يتحدثون بدهشة عن سلوكها
الغريب، معتبرة أنها حققت بذلك هدفها الأهم، وهو إثبات أنها ليست فتاة
عادية ممن ينشغلن بمسائل الجمال والأزياء والماكياج .
أما
النتيجة فقلق داخل البيوت، وحالة ترقب اجتماعي لما يمكن لهذه الظاهرة أن
تصل إليه، خصوصاً مع توافر وسائل تواصل تهدد بتغلغلها في مختلف الأوساط،
بما في ذلك القطاعات التي كانت تتصور نفسها في مأمن من السلبيات الشائعة،
فبعد أن كنت لا تسمع عن البويات إلا نادراً، صار من المعتاد أن تجدهن على
شاشات التليفزيون يتحدثن بكل أريحية عن قصصهن الأولى. كما بات شائعاً أن
تصطدم بهن على مواقع الإنترنت، حيث يبحن بكل ما لديهن، بما في ذلك شذوذ
بعضهن ورغباتهن الغريبة.
ودفع هذا الوضع مسؤولة كويتية للتحذير
ممن أسمتهم بـ الجنوس البويات، مطالبة دول الخليج بأن تنتبه لهذا الخطر
الذي يزحف على كل مجتمعات المنطقة ليهدد خصوصيتها وأمنها. وعلى الرغم من
نفي الشيخة فريحة الأحمد رئيسة الجمعية الكويتية للأسرة المتميزة
لتصريحاتها حول وجود جهات خارجية تجند البويات، و الجنوس من أجل استهداف
شخصيات هامة في الكويت، إلا أن الجدل الذي تبع وسبق تصريحها ما زال دائراً
في كثير من المجالس الخليجية..
وتعد ظاهرة البويات أو ما يعرف
بالفتيات المسترجلات الأكثر ظهوراً في المجتمعات الخليجية، ففي السعودية
على سبيل المثال لا تكاد مدرسة، متوسطة أو ثانوية، وحتى الكثير من
الجامعات، تخلو من عشرات بل مئات الفتيات اللواتي اخترن أن يظهرن بمظهر
مخالف لطبيعتهن، سواء بارتداء الملابسة الرجالية أو بالتصرف كأنهن شبان.
وتشير
بعض الفتيات إلى أن التجمعات النسائية في السعودية أصبحت الفتيات فيها
ينقسمن إلى قسمين، فالأول تطلق البنت فيه على نفسها مسمى بوية بينما في
القسم الثاني يطلق على الفتيات فيه ليدي في إشارة إلى احتفاظ الفتاة
بأنوثتها، وربما بشكل مبالغ فيه في بعض الأحيان.