أحمد الطيب لأئمة الأوقاف: تركتم منابركم
للآخرين فمات معكم صوت الأزهر.. أحدهم طالب باستقالة شوقى عبد اللطيف..
ومطالبات بعودة الأئمة المستبعدين من الأمن الإثنين، 7 مارس 2011 - 19:55
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
كتب لؤى على - تصوير عمرو ديابأكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن هناك
تآكلاً فى دور المؤسسات الدينية كلها وليس وزارة الأوقاف فقط، كما أن هناك
ضعفا فى مستوى خريجى الجامعة، وشدد شيخ الأزهر أنه يعمل على النهوض بالأزهر
وعودة دوره الذى افتقده المجتمع فى الظروف الأخيرة.
وأكد شيخ الأزهر خلال لقائه بالمئات من دعاة الأوقاف فى حضور الدكتور عبد
الله الحسينى هلال، وزير الأوقاف، والدكتور محمد عمارة، عضو مجمع البحوث،
وعدد من قيادات الأزهر والأوقاف، بقاعة الإمام محمد عبده، أن الأزهر الشريف
فوق الثورات والحكام والأنظمة ولا يتلقى الأوامر إنما هو الذى ينصح
الجميع، مما أدى إلى تصفيق وتهليل من قبل الأئمة الحاضرين، وأضاف الطيب أن
الأزهر الشريف هو ضمير الأمة فهو الذى يصنع عقول مليار ونصف المليار مسلم،
وأن الأئمة هم الذين تجتمع كل طوائف الشعب حولهم، مؤكدا أنه سيتم العمل
قريبا على الارتقاء بمستوى الأئمة من جملة النواحى العلمية والاقتصادية.
وشهد اللقاء هجوما حادا من بعض الأئمة على الدكتور سالم عبد الجليل وكيل
وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، والشيخ شوقى عبد اللطيف، وكيل الوزارة للشئون
الدينية، مطالبين إيهام الرحيل عن مناصبهم، مما أدى إلى قيام الأول للمنصة
لإلقاء كلمة، لكنه قوبل بهجوم شديد أدى إلى مطالبة شيخ الأزهر له بالنزول
من المنصة، إلا أنه غادر القاعة وسط تصفيق حاد من الأئمة.
وبعد حدوث حالة من الفوضى والتقدم بمطالب فئوية قال شيخ الأزهر ما كان
ينبغى أن تفعلوا ما فعلتم، وفى ظل حالة الفوضى هدد شيخ الأزهر بترك المنصة
والرحيل، مما أدى إلى إنصات الحضور له، وتحدث لهم شيخ الأزهر قائلا: "إما
أن تسكتوا وإما سأنسحب وستحملون خزيا تاريخيا للأزهر"، قائلا: "أنا فى
منتهى الحزن"، موجها حديثه لوزير الأوقاف قائلا: "لو أن هذا هو مستوى
الأئمة فى الحوار فليجلسوا فى بيوتهم أفضل"، موجها حديثه لهم من يريد
الفوضى فعليه الخروج والباب يفوت جمل".
فقام الأئمة بالهتاف: "والله ما جئنا من أجل مال ولا وزير إنما جئنا من
أجلك أنت"، فقال: لهم شيخ الأزهر فى نبرة حادة الناس: "صعدت على المنابر
ولا تطلب شيئا من الدنيا وأنتم جئتم من أجل الدنيا، فالأئمة تركوا منابرهم
ومات معهم صوت الأزهر، فمنهج الدعوة غاب عن الناس شيئا فشيئا وبدأ الناس
ينسوه وينسوكم معه".
تلك الكلمات اللاذعة أدت إلى إنصات الجميع فطلب منهم شيخ الأزهر عدم مقاطعة حديثه مرة أخرى إلا بعد الانتهاء منها.
من جانبه قال الدكتور عبد الله الحسينى هلال، وزير الأوقاف، أنه يبحث مع
شيخ الأزهر هموم ومشاكل الدعوة الإسلامية ووسائل النهوض بها فى ظل الظروف
الحالية، كذلك الارتقاء بالخطاب الدينى ليكون مواكبا للأحداث وكيفية
المحافظة على منابر الأوقاف، وعدم السماح لأى جماعة أو جهة أن تنال منها أو
تستولى عليها، مطالبا الأئمة بإعطاء فرصة للمسئولين لتحقيق كافة مطالبهم.
من جانبه قال الدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامى وعضو مجمع البحوث
الإسلامية، إن الأئمة يمتلكون مفاتيح التغيير الحقيقى، وعليهم أن يدركوا
خطر المسئولية التى وكلت إليهم، فعليهم وهم واقفون على منابرهم ألا يتبنوا
فكر حزب أو جماعة حتى لو كان حزبا إسلاميا، إنما يتبنون فكر الأمة، لأنه لو
تبنى فكر حزب لتفرق المسجد، مطالبا بجعل المسجد خلية للعمل الاجتماعى،
مطالبا وزير الأوقاف بإصدار قرار بعدم إغلاق المساجد أسوة بالكنائس، وعودة
الأئمة المستبعدين من قبل الأمن.
من جانبه طالب الشيخ صلاح نصار، خطيب الجامع الأزهر الشريف، شيخ الأزهر
بعدم السماح بصعود التيارات الدينية الأخرى إلى منابر الأوقاف كما حدث
قريبا، وفى نهاية اللقاء تقدم الأئمة بمطالبهم لشيخ الأزهر ومن بينها
المطالبة باستقالة الطيب، مما لاقى معارضة من جميع الحاضرين مجددين لشيخ
الأزهر البيعة، ورد الطيب على ذلك قائلا: "لو تأكدت لحظة واحدة بأن تركى
للمكان لن يعتبر من باب التولى يوم الزحف ولا يضع الأزهر فى مهب الريح
بتسلق من لا ذمة له على المنصب والله ما بقيت لحظة"، أعقبها تصفيق شديد من
الحضور، وأكد الأئمة أن صاحب ذلك المطلب من المأجورين، وليس من الشاكرين،
مما رفضه أيضا الإمام الأكبر.
كما شن أحد الأئمة هجوماً حاداً على الأزهر، متهماً شيخه بالتسبب فى تردى
حالة دعوة والأئمة، وطالبه بعزل كل من تم تعيينه من النظام السابق وتطهير
الأزهر والأوقاف منهم، وهو ما رد عليه شيخ الأزهر بقوله: "أنت جاى تستأسد
عليا دلوقتى مقلتش الكلام ده ليه من شهر وأول من سأعزله هو أنت".