ما أكثر مرات الفشل التي تواجهها المراهقات في العلاقات العاطفية، فالفتاة
في تلك المرحلة الشائكة من حياتها قد لا تحسن الاختيار، كونها لا تزال
صغيرة وليست على دراية كاملة بخبايا النفوس، وقد تتعلق أيضا بالطرف الآخر
لدرجة أنها قد تواصل التفكير فيه حتى بعد انفصاله عنها وانقطاع الاتصال
بينهما. قد تراود الفتاة بعض الأفكار عمن كانت تراه شريك المستقبل المثالي،
وقد تسأل نفسها عن مشاعره تجاهها بعد الانفصال وقد تسأل نفسها بالفعل "هل
لا يزال يحبني ويفكر بي حتى الآن، أم تركني لينشغل بأخرى؟".
كيف تترنح مشاعر الفتاة؟ لا تتوقف حالة الحيرة والشك لدى المراهقة، فبدلا من أن تتهم الشاب بالخداع
والأنانية، قد ترى في نفسها عيوبا لا وجود لها وتوهم نفسها بأنها كانت
السبب في الانفصال، وقد تفعل العكس المطلق، فقد تكره الشاب وتحاول الانتقام
منه. نحاول في هذا المقال رصد تلك التقلبات التي تنتاب الفتاة في تلك
الظروف ونعمل على تقديم النصائح الأنسب كي تخرج نفسها من تلك المحنة
العاطفية.
تترنح مشاعر الفتاة بين الحب والكراهية بعد انفصالها عن
رفيقها، فتارة تراه وحشا ولا تذكر إلا عيوبه، وتارة تتهم نفسها بأنها كانت
الشريك الأسوأ، قد ترفض الفتاة مجرد رؤية الشاب وقد تتوق لمطالعة وجهه في
أحيان أخرى وتذهب ذهنها إلى أيام صداقتهما حتى تتذكر صدمة الانفصال وقد
تتمنى عودة المياه إلى مجاريها.
هل هذا السلوك طبيعي أم أنه فرط في الحساسية؟ لا شك أن ما سبق ذكره من تقلبات عاطفية أمر مبرر ولا عجب فيه، فهو محاولة
من الفتاة لتجاوز محنتها وتأمل أسباب الفرقة عن شخص هي لا تستطيع أن تحكم
إذا ما كان جديرا باحترامها أم ازدرائها. لا تتوصل الفتاة في جميع الأحيان
إلا لإجابتين، إحداهما تريح قلبها وتذهب همومها، والأخرى تشعل نيران الغضب
في نفسها. أما الأولى فهي أن صديقها لا يزال يحبها ويذكرها ويود العودة
إليها، أما الثانية فهي أنها لا تخطر أبدا على ذهنه وبالتالي لا رغبة لديه
في استعادة ودها.
هل يموت الحب بسهولة؟ تتبادر إلى أذهاننا مقولة هي "الحب لا يموت أبدا"، فهو طاقة لا تنتهي ومعين
لا ينضب وهو باق ما بقيت الحياة، قد يتبدل شكل الحب، لكنه لا يموت. قد
يختفي الحب مؤقتا، لكنه لا ينتهي أبدا فهو محفور في القلب والعقل معا. قد
يتأثر الحب بالانفعال أوقات الغضب وقد تتدخل أنانية أحد الطرفين في تأزيم
الموقف، إلا أن التأمل والهدوء ...