كيف ترد على من يغيظك أو يستفزك في العادة؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------
قبل أن تخرج من بيتك اليوم اسأل نفسك هذا السؤال
كيف ترد على من يغيظك أو يستفزك في العادة؟؟
هل تهاجمه كما هاجمك ؟؟ هل تبدو باردا و لكن من داخلك تغلي؟أم .....؟؟
حسنا هناك ثلاث أنواع من الشخصيات في حالات الإستفزاز
واحد حبيب للنبي "صلى الله عليه و سلم"
و اثنين لن يفرح بهما بل سيحزن عليهما
نعود للرسول "صلى الله عليه و سلم" أولا
نراقب سلوك طبيب الأمة النفسي و جراح النفوس الذي علمه الرحمن جل و علا
ونحلل سلوكه الرائع في الحوادث الثلاث
ثم نحلل التكوين النفسي للشخصيات الثلاثة
الحادث الأول
الرسول "صلى الله عليه و سلم" يطوف حول الكعبة يصطدم برجل دون أن يقصد فيهاجمه الرجل فورا بقوله "أأعمى أنت ؟؟"فيرد بهدوء "لا لست أعمى"ينفعل سيدنا عمر رضي الله عنه و يكاد يضرب عنق الرجل كيف يسب رسول الله "صلى الله عليه و سلم"فيرد "صلى الله عليه و سلم"بهدوء هون عليك يا عمر سألني الرجل أأعمى أنافقلت له "لا" الأمر بسيط هذا رد عاقل بسيط من رجل له فراسة بنوعيات الأشخاص أدرك أن الرجل انفعل و لم يتحكم في رد فعله و لم يتعمد الإهانة والرسول"صلى الله عليه و سلم" لا يعرفه أصلا و الرجل أيضا لا يعرفه فهذا انفعال المفاجاة وحله وقف الانفعال بتحويله إلى سؤال بسيط و الرد بإجابة بسيطة دون تصعيد للأمر.
الحادث الثاني
المشركين و اليهود يسخرون من حبيب الرحمن ويسمونه مذمما ويشتمونه ويسبونه ويتعمدون الإهانة فينزعج المسلمون وينوون القتال فيرد في هدوء دعوهم هم يشتمون مذمما وأنا محمداوهنا يقيم الموقف بشكل مختلف فهذا ليس نقد بناء بل هو تجريح متعمد من صدور أوغرها الكفر والجحود والمهاجم جاحد يقصد الشتم والسب ولن ينهاه الردبل ينهاه التجاهل لأنه لا طائل من وراء الرد أو الجدال أو التباسط كما أن المهاجم أقل من الالتفات إليه لأنه على باطل.
الحادث الثالث
السيدة فاطمة تدخل عليه باكيةوتقول له أن السيدة عائشة رضي الله عنهن أجمعين تقول لها إن أباك تزوجني بكرا وتزوج أمك ثيبا أي أن أمها كانت امرأة سبق لها الزواج أما هي فتتميز بأنها كانت البكرفيقول لها في هدوء وهو يبتسم لمناوشات النساء التي لا تنتهي قولي لها و أمي تزوجته بكرا وتزوجته أنت ثيبا أي أن الموقف واحد أنت الآن متزوجة من رجل ثيب أي سبق له الزواج أما أمي فأخذته بكرا و كانت أول امرأة في حياته وهكذا المواقف الحليمة الهادئة الرائقة التي تنبع من عقل يقظ ونفس موزونة وقلب مطمئن يعالج الانفعالات بيسر و يمتصها بحلم و رقة وبوعي منظم وهنا الموقف متكرر وغيرة النساء لا حل لهافلا بد من الرد المماثل الذي يوضح للمناوش أن هناك رد مماثل فيصمت ويكف عن المناوشة إذن كل الردود السابقة اعتمدت على التفكير اليقظ الذي يحيد فيه المؤمن الواعي انفعالاته ويقيم الشخص والموقف قبل الرد ندرس الآن التكوين النفسي للشخصيات التي وصفناها سابقا
الشخصية الأولى
إذا هاجمه أحد رد الهجوم بهجو مهذا شخص انفعالي تهزه المفاجأة وبالتالي يرد الانفعال بانفعال و هذا غالبا ما يخسر مواقف كثيرة في الحياة لأن ردوده تنبع من الجزء البدائي للمخ بعيدا عن التفكير العميق هو سطحي و لا يثق في نفسه غالباولذلك تهزه المفاجأة فلا يفكر.
الشخصية الثانية
إذا هاجمه أحد لم يرد الهجوم و لكنه يغلى من داخله هذا شخص لا يعرف كيف يدافع عن نفسه وغير واثق في قدراته و قيمته أيضافيتلقى الهجوم بغير قدرة على رده بسبب خوفه من الرد و يغلى من داخله بسبب شعوره بالانهزام و عدم القدرة على الرد وهو أيضا لا يفكر ويفضل دور الضحية لعدم ثقته في قدرته على المواجهة.
الشخصية الثالثة
إذا هاجمه احد يقيم الموقف بهدوء ويدرس الشخص المهاجم فإذا ما وجد أنه يجوز الرد عليه رد عليه رد يسير مهذب يقطع دائرة الانفعال و يسيطر على الموقف بهدوء و يرد المهاجم عن هجومه أما إذا وجد أنه يهاجم للهجوم و لا هدف له إلا إثارة القلاقل فلا يرد عليه ويكتفي بإهماله كأنه لا وجود له فيسيطر على الموقف مرة أخرى بثقة و بغير أي شعور بالإصابة لذاته وهذا الشخص هو الذي سيحظى بفرح النبي "صلى الله عليه و سلم"لماذا ؟؟؟لأنه مؤمن قوي واثق في ذاته يتمتع بقدرة على ضبط النفس تمكنه من التمهل و التفكير المنظم في الموضوع لا تسمح لأحد أن يباغته أو يهز ثقته في نفسه مؤمن قوي يعرف كيف يفرق بين الحق و الباطل و ما بني على التفكير حق و ما بني على انفعال سريع بغير تفكير ليس إلا باطلو النبي "صلى الله عليه و سلم" لن يحب إلا أهل الحق و العقل و التمهل و التفكير الموزون المدروس الذين يحترمون الأمانة و يصونونها اجعل عهدك مع الله من اليوم و حتى يأتي موعد لقاء حبيب الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تخرج من بيتك كل يوم و في كل فرصة تتاح لك
أن تفرح قلب نبيك و تتمهل و قبل أن ترد في أي موقف فيه استفزاز.
..................................
تقبلو تحيتي