أحدث
عمل المرأة تغييراً كبيراً في منظومة المجتمع، وأضاف أبعاداً عديدة
للعلاقة بين الزوجين قبل وبعد الزواج، تأرجحت بين الإيجاب مرة، وبين السلب
مرات عديدة، لكن هل أضاف عمل الفتاة نوعية جديدة من المشكلات تبدأ من
تأثيره على اختيارها لشريك حياتها، وتأثيره على علاقتها بزوجها وأبنائها
بعد الزواج؟ كذلك
وهو الأهم فقد فتح عمل الفتاة ملفات جديدة لم تكن مطروحة من قبل، فقد كانت
المرأة منذ القدم ترث، أو تتاجر وتتولى مهام العمل بنفسها، أو يتاجر
بمالها أخ أو قريب، ولكن خروج الفتاة للعمل على نطاق واسع أثمر حيرة ، هل
تسبب خروجها في تفويت فرص العمل على الشباب الباحث عن الرزق والزواج، أم أن
زيادة نسب عنوسة الفتيات جعلتهن يخرجن للعمل لأسباب متعددة؟ فمع
تزايد مشاركة المرأة في الأنشطة الاقتصادية المختلفة وكونها أصبحت تشكل
26% من إجمالي القوى العاملة، وجهت إليها الاتهامات بأنها تحتل أماكن
الرجال وتضطرهم إلى البقاء في منازلهم حيث ينتظرون فرصة عمل.
علاقة متبادلة ... والنتيجة واحدة
توجهنا إلى بعض الشباب والفتيات لاستطلاع رأيهم حول تلك القضية ومن ثم نقوم تلك الآراء من خلال نظرة المختصين والخبراء ..
وتبدأ ماجدة – من الكويت- الحديث قائلة
: " المرأة العاملة هي كالرجل قد نسيت أنها أنثى، ويصبح من أولى أولويات
حياتها، بل وإن خيرت بينه وبين الزواج فتكون له الأفضلية، وأعتقد أن
العلاقة عكسية، بمعنى أن العنوسة هي التي أخرجت الفتاة للعمل، حيث أن
شعورها بالنقص من تأخرها في الزواج، وفقدانها للثقة في نفسها جعلها تحاول
أن تثبت ذاتها من خلال العمل وهذا جعلها تلعب دوراً هي ليست مخلوقة لأجله،
ونعود لنفس الحلقة المفرغة، فبعد أن تعمل المرأة وتحقق مكانة اجتماعية
جيدة، وتحقق مكاسب مالية عالية، تجد صعوبة في اختيار شريك حياة يناسبها
لأنها تعتقد إن من يتقدم إليها إما يطمع فيها، أو أنه غير مؤهل للقوامة
عليها".
ويتفق
معها هاني – من مصر قائلاً : " على الفتاة أن تدرك جيداً طبيعة الرجل
الشرقي الذي يرفض أن تسبقه المرأة خاصة إن كانت زوجته، وعمل المرأة دائماً
ما يدفعها للأمام بالطموحات العالية، وهذا ما يرفضه أي رجل، بالإضافة إلى
أن البعض يرى أن عمل الفتاة لم يجعلها " قطة مغمضة" خاصة أن كانت تختلط
ببعض الرجال، كما أن العمل جعل الفتيات كثيرات الطلب، مما يجعلها تشكل
عبئاً مادياً على من يتقدم للزواج منها".
ومن
نفس الخيط تقترب فريدة – من مصر فتقول : " أعتقد أن عمل الفتاة ليس السبب
الرئيسي في تأخر سن الزواج عند الشباب والفتيات، لكنى أؤمن بضرورة عمل
الفتاة فور أن تتخرج، لأنها لا تضمن الزواج، ووالداها ليسوا باقيين لها
لتولي مصروفاتها، ولن تبقى الفتاة عالة على أخوتها أو أخواتها لذلك يجب أن
يكون لها مصدر دخل خاص، وعندما تتزوج وقتها تستطيع أن تتوقف أو تستمر في
عملها بناء على ما تتفق عليه مع زوجها، لأنه في هذه الحالة ستختلف
أولوياتها في رعاية زوجها وبيتها على أن ينفق عليها على أكمل وجه".