الشباب يفضلن الفتاة العاملة !
بل
على العكس بالنسبة للشباب بصفة عامة يزداد الإقبال على الارتباط بالعاملات
ويفضلون ممن تتحمل المسئولية المادية نظرا للأزمة الاقتصادية ، ففرصة
الفتاة العاملة أصبحت أكبر من كل الجوانب، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في
طريقة تفكيرنا ومفاهيمنا تجاه الزواج والأسرة ، ليس الفتاة فقط ولكن الشباب
أيضا بل المجتمع كله في حاجة لتصحيح مفاهيمه تجاه الزواج والأسرة ، فقد
انعكست الآثار السلبية لأمراض اجتماعية للأسف انتشرت في مجتمعاتنا تتعارض
مع روح ديننا الإسلامي وعاداتنا العربية الأصيلة، شوهت الفطرة التي عاش
الناس عليها في علاقاتهم الإنسانية، تلك الأمراض أهمها الفردية والأنانية
والتعايش مع الذات مما ترتب عليه التنافر والتدابر بين الناس وهذا يؤثر على
الرغبة الفطرية في التآلف والتواد بين الرجل والمرأة، وبالتالي الشعور
بالحاجة إلى تكوين أسرة تشبع حاجاتهم الفطرية على المستوى الإنساني، فلم
يعد البنات والشباب يشعرون بأهمية الانتماء إلى أقاربهم أو أسرتهم وبالتالي
انتمائهم إلى أسرة خاصة تتألف من زوجة وأولاد، وهذا إلى جانب الشعور
بالأمن الاقتصادي ساهم في تفاقم أزمة العنوسة.
ويرى الباحث والخبير الاجتماعي كريم الشاذلي أن :
لكل
واحد منا حاجيات يسعى لإشباعها، ومتطلبات يحاول الوفاء بها، وسواء كان
ذكرا أو أنثى إلا أن دوافعه لأداء واجباته وتحقيق ما يطمح إليه يظل محتلا
جزءا كبيرا من تفكيره ووجدانه وحاجيات
الواحد منا تتأرجح ما بين مطالب رئيسية " كطلب طعام وملبس ومكان يأوي إليه
.. انتهاء بحاجته إلى إثبات ذاته وتحقيق غاية وجوده وصنع إنجاز يسجله له
التاريخ "إنطلاقا من هذه الدوافع يخرج المرء إلى باحة الحياة، فيعمل ويكد ويتعبوإننا لنجد أن هناك ثمة عاملان يؤثران بشكل كبير على حركة السعي والعمل وهما
صعوبة الحصول على الحاجيات الرئيسية من مطعم ومشرب .. بالاضافة لاحتلال
بعض الأشياء مكانة هامة في مثلث الاحتياجات وانتقالها من مرحلة الرفاهية
إلى مرحلة الضروريات ..فرأينا كيف أن السيارة والبيت الواسع والخوف من الغد
وأهمية الادخار لمواجهته أصبحت لا تقل أهمية عن الطعام والشراب ..كل هذا كان دافعا لخروج المرأة للعمل من أجل تحقيق ذاتها من جهة .. وتوفير احتياجاتها واحتياجات أسرتها من جهة أخرى ..والناظر
إلى الفتيات اللواتي يذخر بهن سوق العمل، يجد أنهن أحد اثنتين، إما باحثة
عن ذاتها، تحاول تحقيق إنجاز شخصي يخدم طموحها، وإما ـ وهؤلاء الأغلبية ـ
من تحاول مساعدة زوجها أو أهلها من أجل توفير متطلبات المعيشة ..وفي
الحقيقة فإن خروج المرأة لسوق العمل ومزاحمتها الرجل أمر قد لا تستسيغه
العقلية العربية، نظرا لاعتبارات شرعية في غاية الأهمية، بالإضافة إلى
النزعة الذكورية الغالبة على تفكيرنا، والتي ترى بأن بيت المرأة هو جنتها
وسجنها ومرقد أحلامها ..وليس من حقها أن تطمح بتحقيق أحلامها خارج جدرانه الأربعة ..وأنا
أرى أن التوازن هو لب الفضيلة، وأننا يجب أن نتعامل مع خروج المرأة للعمل
من منطلق الموازنة بين حاجتها الحقيقية لهذا العمل، وعدم وقوعها في محظور
شرعي، والرؤية الإسلامية تمتلك من السعة والرحابة ما يجعلها تضع الأطر
السليمة لهذا الأمرأيضا
أرى أن القول بأن المرأة قد تأخذ مكان الرجل، وأن الفتاة العاملة تضيق من
فرص عمل الشاب فهذا أمر لا أستسيغه من وجهة نظري الخاصة، وذلك لأن سوق
العمل اليوم يعتمد على أبجديات التفوق والتميز، والأفضل هو الأحق بالوظيفة،
وأنه بدلا من الخوف من الفتاة يجب أن نتجه جميعا إلى تدعيم الذات ورفع
الكفاءة الشخصية للفرد .إن
مجتمعنا لا يحق له أن يجهر بخوفه من نزول المرأة لسوق العمل و تضييقها
الخناق حول الرجل، وإنما يجب أن يوجه تفكيره إلى محاولة الاستغلال الأمثل
للمرأة ومحاولة توظيفها في الأماكن التي تمكنه من الاستفادة منها ومن
قدراتها