مدام سمر عنايات شاطرة
عدد المساهمات : 213 تاريخ التسجيل : 23/01/2011
| موضوع: وحدتي جننتني - سؤال و جواب الثلاثاء مارس 01, 2011 8:52 am | |
| وحدتي جننتني الكاتبة القديرة لميس ضيف أطلب منك في البداية ألا تستخفي بمشكلتي ولا تتجاهلي رسالتي .. لم أتعرض للخيانة ولا للتحرش ولا أعاني إهمال الوالدين وليست لدي مشكلات مادية ولا أي من المشكلات التي يتعاطف الناس معها عادة، بل مشكلتي هي أن الوحدة تنهشني وأشعر بألم متواصل لا يفارقني.. أشعر بوحدة مؤلمة تدفعني لأعمال مجنونة لا تتناسب مع عمري ولا وضعي ولا مكانة أسرتي .. مثل أن أحاول التعرف على أناس مجهولين عن طريق النت أو أن أتصل على أرقام عشوائية هل تصدقين؟!! لست مراهقة كما قد تظنين ولست مجنونة، بل إنني عاقلة وعاقلة جداً أيضاً.. لدي وظيفة ناجحة وعلاقات صداقة جميلة ، لكنني افتقد وجود رجل في حياتي بعد أن عشت تجربة حب كانت تملأ علي حياتي بأكملها. لا أعرف ماذا أضيف، لكنني أعيش معاناة حقيقية وأخاف أن أؤدي بنفسي وعائلتي لمواقف محرجة وغير ضرورية. كما أخاف أن أتورط عاطفيا مع الشخص الخطأ من تأثير هذه الوحدة.. فماذا أفعل أرشديني ؟ أختك - العنود عزيزتي ،، لم أسئ الظن بك ولم أستخف بمشكلتك، بل أظن أن مشكلتك أكبر مما تتخيلين أنت. فالمشكلات والعقبات الحياتية العادية؛ لها حلول جاهزة أو بالأحرى نصائح جاهزة، ولكن .. ما عسى من تعاني مشكلة حلها بيد الله، لا بيدها هي، أن تفعل سوى الصبر والدعاء. عزيزتي العنود ،، كل العلاقات العابرة والسطحية التي تسعين اليها لن تنهي مشكلتك، بل ستزيدها تعقيداً وستزيدك كآبة .. وستتراكم الاحباطات وستزداد الخسائر.. الوحدة صعبة نعم؛ لكن دخول علاقات مشتتة غير مستقرة أسوأ لاسيما بالنسبة لفتاة ليست عابثة ولا مستهترة، بل تبحث عن وجود حقيقي في حياتها. ثقي في الله وفي أنه سييسر لك مستقبلاً أفضل .. لا خيار لك الآن إلا الرجاء والدعاء ولا تظني أن ما تفعلينه الآن من معاكسات سيأتي لك بشريك الحياة الذي تحلمين به. لدينا مثل يقول : «الوحدة ما راقت إلا لرب العباد»، ومشكلتك يا عنود تشبه مشكلة عشرات الآلاف، أو مئات الآلاف ربما من الشباب والشابات. حاولي تكثيف علاقاتك الاجتماعية، إكمال دراساتك العليا ربما، ابدئي مشروعاً جديداً في الحياة يلهيك عما أنت فيه ومن يدري .. ربما يكون ما تحلمين به أقرب مما تظنين .. وفقك الله.
| |
|