فريدة من نوعها عنايات جديدة
عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: هيكل. ما حدث في تونس أفزع الغرب الإثنين يناير 24, 2011 4:10 pm | |
|
اعتبر الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل أن الثورة التونسية جرت بصورة غير تقليدية للثورات في العالم العربي، فلم تتدخل الدبابات والمدافع، وإنما خرجت كتل متلاحقة من الجماهير، جماهير غاضبة ولكنها ليست جماهير هائجة وعصبية.
ما ظهر -كما يؤكد هيكل- هو شبان وشابات خرجوا للمطالبة بما لم يتوقعه أحد. الجماهير لم تخرج فقط للقمة العيش، بل خرجت تطالب أيضًا بالحرية العصرية ومقاومة الفساد ومقاومة التبعية، من خرج من الشباب يتعامل مع كل وسائل العصر الحديثة من إنترنت وتويتر وغيرها من المظاهر الحديثة، وهذا المشهد بدا مفاجئًا للجميع.
وشدد الكاتب الكبير –في برنامجه المذاع على قناة الجزيرة أمس الخميس- على أن النظام التونسي فوجئ بما حدث لأنه أعد نفسه للبقاء في الحكم مدى الحياة مثل أنظمة كثيرة جدًّا في العالم العربي والشرق الأوسط، النظام التونسي فعل كل شيء يؤكد بقاءه الأبدي في الحكم، لكنه فوجئ بما لم يكن يتحسب له.
وأشار هيكل إلى أن ثورة تونس نقضت معادلة استقرار النظم العربية التي وضعها الغرب، والتي هدفت لفرض السلام ومنع الثورات، مشيرًا إلى أن النظم التي كانت مسلحة لمواجهة هذا الأمر أصبحت تواجه قضية كبيرة للغاية، فما حدث في تونس يخيف كل القوى ويقلقها، فنظام (بن علي) كان مطلوبًا منه الحكم بكل قوة وقسوة ليمنع أي ثورة.
وأكد هيكل على أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت النظام التونسي كل وسائل تصفيح السلطة، بداية من القنابل المسيلة للدموع والرشاشات والتنصت الإلكترونى، ومنذ سنوات تم إرسال وحدة حرب إلكترونية تمتلكها وزارة الداخلية لاستخدامها في القمع ومقاومة الإرهاب.
وأشار إلى أن زين العابدين بن علي نموذج لرجل الأمريكان. فهو قوي، ويستطيع السيطرة، وقد مُنِح كل الوسائل في سبيل الاستقرار ومنع الثورة، وقامت عائلة الرئيس التونسي بتغطية رقيقة للنظام من المشروعية بالسيطرة على الإعلام، وبصنع شكل ما للدولة من خلال دستور ومؤسسات، لكن الفساد والقمع والاستغلال بدأ يزيد، حتى أن الأمريكان الذين جاءوا به وساعدوه بدأوا في الشعور بالقلق من التجاوزات الشديدة له ولنظامه، الأمريكان يمكنهم الإتيان بشخص ومساعدته بالوسائل الممكنة لإمساك السلطة والسيطرة، ولكن شرط رضائهم عنه أن ينجح، وأن يكون محبوبًا من الشعب، وهذا أمر مستحيل تحقيقه، لذا حينما ينكشف هؤلاء الزعماء يتخلون عنهم.
وكشف هيكل -نقلا عن مصادر، قال إنه لا يستطيع تأكيد مصداقيتها- أن أحد ضباط الجيش قال لوزير الدفاع رشيد بن عمار: "عمن ندافع؟ عن نظام نصفه مكروه ونصفه الآخر محتقر"، ويرسل وزير الدفاع للرئيس رفضه لقمع الثورة، ويخبر رئيس الوزراء أن يفهم الرئيس أن كل شيء انتهى، وعلى الرئيس أن يرحل، ويتم الاتصال بالسفارة الأمريكية لكنها لا تفعل شيئًا، ويهرول الرئيس بعد تأكده من النهاية تاركًا كل الناس إلى مصائرها.
وأشار هيكل إلى أنه التقى الرئيس المخلوع مرتين، مرة عند الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، ومرة أخرى عام 1988، أي بعد حوالي عام من الانقلاب، الذي قام به ضد بورقيبة، وأكد هيكل أن "بن علي" تحدث لمدة تزيد على الساعة عن الأسباب التي حدت به إلى القيام بانقلابه على بورقيبة، ولم يتحدث هيكل مطلقًا سوى أنه قال: سيادة الرئيس، أنت (في الأصل) أحسن من صورتك.
وهنا يضيف هيكل قوله: "فوجئت بأن بن علي ركّز علي كلامي، بل وطلب من الهادي بكوش، رئيس الوزراء آنذاك، أن يتصل بالسفارة التونسية في باريس، لكي تبعث بأفضل مصور فرنسي، حتى يصور الرئيس صورة أخرى غير الصورة الرسمية المعتمدة".
ويصل هيكل في النهاية إلى أمرين هامين، الأول: يتعلق بمستقبل تونس، ويقول إن المشكلة هي أن الشعب قام بالثورة بصورة ناجحة، وبدون عنف، وخلع نظامًا مصفحًا، وهنا حدث فراغ سياسي كبير في تونس، وبدت السياسة التي يفترض أن تأتي لملأ الفراغ حائرة حتى هذه اللحظة.
أما الأمر الثاني: هو تداعيات ما حدث على الغرب، "علينا قبل أن نسأل عن ردود الفعل العربية، وماذا سيحدث في باقي الدول العربية، وهذا سؤال مشروع، أن نسأل السؤال الأكثر أهمية، وهو ماذا ستفعل القوى الأخرى التي فاجأها الحدث التونسي؟ أين يردون؟ وماذا سيكون رد فعلهم؟ ما حدث في تونس يسقط كل السياسيات التي مورست وفرضت على العالم العربي في الثلاثين عامًا الأخيرة، أخشى أن ما حدث في تونس وأفزع الغرب يتم الرد عليه في لبنان.. إذا كان علينا أن نضع عينًا على تونس، فعلينا أن نضع العين الأخرى على لبنان".
| |
|
نونا الدلوعه الــمــديـــرة
عدد المساهمات : 685 تاريخ التسجيل : 02/01/2011 الموقع : عنايات
| موضوع: رد: هيكل. ما حدث في تونس أفزع الغرب الإثنين يناير 24, 2011 10:00 pm | |
| | |
|