بنوته دلوعة الــمــراقــبـــــة الــعـــامـــــة
عدد المساهمات : 387 تاريخ التسجيل : 04/01/2011 الموقع : ركن الدلوعه
| موضوع: من حياة الأديب الراحل عبدالعزيز مشري الغامدي السبت يناير 22, 2011 10:27 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[center]من حياة الأديب الراحل
وُلد عبدالعزيز مشري الغامدي في قرية محضرة بالباحة عام 1374، وعمل محررا ثقافيا في ملحق (المربد) الذي كانت تصدره (اليوم)، وقد كانت تجربته في التحرير الثقافي عبر (اليوم) مميزة للحد الذي أنتج عنه مجموعة كتّاب ومثقفين استوعب الراحل نشاطهم الثقافي فقدمهم للساحة عبر ذلك الملحق. كما شارك في بعض المنتديات والمهرجانات الأدبية داخل المملكة وخارجها، وأصدر مجموعة أعمال تنوعت بين الرواية والقصص القصيرة والنثر. ساهم كذلك في كتابة المقالة الصحفية عبر زاويته «تلويحة» في أكثر من صحيفة سعودية، كان آخرها (الجزيرة) عبر ملحقها الثقافي، وقد قام الشاعر علي الدميني بجمع ما كتب عن المشري من دراسات نقدية ومتابعات وشهادات وأصدرها في كتاب حمل اسم «ابن السروي وذاكرة القرى»، الذي ظهر متزامنا مع حفل تكريم فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الباحة مسقط رأس الكاتب الراحل احتفاءً بتجربته الرائدة. وأشاد الناقد المصري الدكتور علي الراعي بتجربة مشري الرائدة واصفا روايته «الغيوم ومنابت الشجر» بأنها تضع كاتبها في مصاف صفوة كتّاب الرواية في العالم العربي لتميز عالمه المستوحى من البيئة، والقدرة على استحضار التفاصيل، ولغته الشعرية المعبرة. وقد نال إبداعه نصيباً كبيراً من الدراسات النقدية محلياً، وتناول إنجازه القصصي والروائي على سبيل المثال كل من: الناقد د. محمد صالح الشنطي ود. معجب الزهراني د. حسن النعمي د. يوسف نوفل وعابد خزندار وأحمد بوقري وحسين بافقيه ومعجب العدواني وعبدالحفيظ الشمري وأحمد سماحة ود. فوزية أبو خالد وحسن السبع وفايز أبا. ولم يتوقف إبداع مشري عند القصة والرواية بل امتلك تجربة تشكيلية ثرية حيث أبدع الراحل في اقتحام اللون كما أبدع في الكتابة، فعلى سبيل المثال قام بتنفيذ الرسومات الداخلية للمجموعة الشعرية الأولى للشاعرة فوزية أبو خالد «إلى متى يختطفونك ليلة العرس»، كما رسم لوحات بعض أغلفة أعماله النثرية مثل: «ريح الكادي» و «الحصون» و «موت على الماء» و «الزهور تبحث عن آنية». وكانت تجربة المرض جلية في إبداع المشري، حيث استمد منها مقومات إبداعية نقل عبرها أدق تفاصيل الإحساس الإنساني ساعة المرض بشفافية ووصف واقعي، فظل يكتب حتى اللحظات الأخيرة من حياته. توفي رحمه الله بعد معاناة مع مرض السكري في 7 مايو عام 2000 الموافق 5 صفر عام 1421، وترك مجموعة من الأعمال الأدبية منها: - موت على الماء – قصص - الزهور تبحث عن آنية – قصص - الحصون – رواية - ريح الكادي – رواية - مكاشفات السيف والوردة - الوسمية – رواية - الغيوم ومنابت الشجر – رواية - أسفار السروي – قصص - بوح السنابل – قصص - قال المغني - صالحة - أحوال الديار – قصص - جاردينيا تتثاءب في النافذة عبدالعزيز مشري قهر المرض بالابتسامة والكتابة في الذكرى العاشرة لرحيله.. أصدقاؤه: عبدالعزيز مشري قهر المرض بالابتسامة والكتابة الوسط الثقافي العربي افتقد كاتباً فذاً برحيله المبكر رغم الآلام والمعاناة التي عاش فيها الأديب الراحل عبدالعزيز مشري، إلا أنه بقي صامداً أمامها.. قهرها بالابتسامة والتفاؤل وبالكتابة التي عشقها، فسابق الزمن كي يكتب نتاجه الأدبي والصحفي. كان حريصاً على استغلال الوقت، رغم الوهن بعد المرض، لإنتاج ما يمكن إنتاجه قبل أن يأتيه القدر المحتوم، بقوة جلد وطول صبر وتحمل للوجع وبابتسامة أشاعها أينما حل. هذا ما يقوله أصدقاء الأديب عبدالعزيز مشري الذي تصادف هذه الأيام ذكرى رحيله العاشرة (توفي في 7 مايو 2000 الموافق 5 صفر 1421)، مضيفين أن رحيل مشري المبكر أفقد الوسط الثقافي العربي فضلاً عن المحلي كاتباً مبدعاً. قهر المعاناة يقول الشاعر حسن السبع: عرفت الأديب الراحل في منتصف الثمانينيات وتحديداً في 1985، وكان مشري رغم معاناته وظروفه الصحية القاسية أكثرنا تفاؤلا ومرحا وإشراقا وابتهاجا. وقد تساءلتُ مرة في مقال كتبته عن روح الدعابة عنده قائلا: من أين يأتي مشري بكل هذا الفرح! كان أعظم من المرض فتغلب على الألم وحوَّله إلى مادة للدعابة والكتابة. عشق الكتابة فكرس لها وقته، وسابق الزمن كي ينتج ما أنتج من مجموعات قصصية وروايات ومقالات صحفية، فكان أكثر الكتاب في الساحة الثقافية آنذاك إنتاجا. وقد تفوق في ذلك على أولئك الذين كانوا «يشكون من الصحة الفائضة عن الحاجة ولا يعرفون كيف يصرفونها». تشكيلي مجهول ويضيف السبع: عرفه الوسط الثقافي كاتبا للقصة والرواية والمقال، كما اطلع بعض الأصدقاء على تجاربه التشكيلية، وإن لم يُسجل اسمه (رسميا) في قائمة التشكيليين. وقد صدر له في بداية الثمانينات كتيب بعنوان «خطوط من رحيق الريشة» هو عبارة عن مجموعة من (الحبريات) تدل على مهارته الفنية. ويعتقد السبع أن الوسط الثقافي فقد برحيل مشري المبكر كاتبا مبدعا، كما فقد الأصدقاء، فوق ذلك، صديقا جميلا قادرا على التواصل مع الجميع. مثقف حقيقي أما الناقد أحمد بوقري فيقول: «إذا أردتم أن تسألوني من هو المثقف الحقيقي الذي عبر في حياتك الثقافية وترك أثراً وقيمة، فلا شك سيخطر على بالي عددُ قليل منهم قد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، ويقفز عبدالعزيز مشري -بدر القصة القصيرة السعودي- كواسطة العقد بينهم». ويضيف: إنه المثقف/ الموقف، وقد أصبحنا نبحث عن هذا الموقف فلا نجده، إنه المثقف المتواضع بشموخ.. حيث صار التشامخ صفة بديلة يعتز بها مثقفنا في زمننا المعاصر. صاحب إطلالة وقورة وعن تعرف بوقري بالراحل لأول مرة، يقول: «لا أنسى ذلك العام (1986) الذي تعرفت فيه لأول مرة على عبدالعزيز في مبنى مجلة الشرق الدمامية عهد تجديدها الذهبي على يد شاكر الشيخ.. لا أنسى إطلالته الوقورة وابتسامته العذبة، كأنها تسألك لماذا هذا الغياب؟ تلك اللحظة بلا أدنى مبالغة كانت بالنسبة لي فاصلة وحقيقية توطدت بعدها في وجداني معان أكبر للكتابة ومعان أجمل لمفهوم الصداقة الحقة وصدق الوشائج الحميمة والمثقفة في آن». مبادر بالسؤال ويتابع بوقري حديثه قائلاً: سألني بهدوء: أنت أحمد بوقري؟ يا أخي نبغى نشوفك على طول. وبعد جلستنا الأولى هذه تبادلنا أرقام التلفونات وأعطاني عنوان بيته في الدمام وفرحت أنه يقطن بقربي. وبعد أيامٍ قليلة وعلى أثر مقالة نقدية لي نشرت في «اليوم الثقافي» أو «الشرق» –لا أذكر تماماً- فاجأني بمكالمة، أين منها الآن، تفيض إعجاباً وتعضيداً على ما كتبت، وقال لي بالحرف الواحد: «يا أخي نحن نفتقد هذا النوع من الكتابات التنظيرية.. اكتب يا أحمد في هذا المجال كثيراً.. اكتب ونحن نقرأ لك!. وكأنه كان يحرض على المزيد من هذه النزعات الكتابية الكامنة، التي لم أكن واعياً لها بشكلٍ جذري، حينئذٍ شعرت كأني طائرُ يتخلق في فضاء الكتابة من جديد. ويذكر أن الراحل كان دائماً هو المبادر بالسؤال والمهاتفة، حتى توطدت علاقتهما وصار بوقري يزوره في بيته، ويأنس لحديثه المثقف والجاد والعميق والضاحك والساخر والحزين بشفافية. ويضيف قائلاً: تعرفت لأول مرة على أعمال الأديب الروسي الشهير تشيكوف والأديب الروائي أيفان تورجنيف عبر تبادلنا بعض الكتب، وكنت أسمع بهما وأتشوق لقراءتهما فلا أجد من يمدني بآثارهما إلى أن وجدت هذا الكنز القصصي عند صديقنا عبدالعزيز. غاب الجسد وبقيت الروح ويقول إن صداقتنا استمرت حتى بعد انتقاله إلى جدة، ولم تنقطع زياراتي له ولا المكالمات الهاتفية. وفي كل زيارة لي للراحل، كنت أمده بالجديد مما أجلبه معي من مطبوعات من القاهرة (حبيبتنا المشتركة). وبقيت مكالماتنا الهاتفية من بعيد، وبقيت إطلالته البدرية صوتاً دافئاً ومنتشياً في ليالي الشتاء، وزاداً للوشائج الروحية والثقافية المتينة التي كانت تربطه بالكل، حتى غاب جسده باكراً، ولكن بقيت روحه (أنفاسه الكتابية) وأمثولته الإنسانية تاريخاً متجدداً في حراكنا الثقافي حاضراً ومستقبلاً. كتابة وابتسامة ويرى القاص عبدالله العبد المحسن أن عبدالعزيز مشري يطير بجناحين هما: الكتابة والابتسامة، وبهما واصل مشري تحليقه في سمائنا. وقال إن الكتابة بالنسبة للمشري أكسير للحياة يقاوم بها المرض، ويستعين بها لتناسي تباريح الألم، ان وهن المرض لم يوقفه عن متعة الكتابة حتى الرمق الأخير، وإلى هذا أشار صديقه الوفي علي الدميني في تقديمه آخر أعمال عبدالعزيز السردية «المغزول» قائلا: وجد أن اندماجه في كتابة عمل سردي هو أقوى أسلحته المضادة للتغلب على قسوة الألم. ويضيف: هذا ما عرفناه فعلا من خلال إنتاجه الغزير، وما أكده تصريحا: «دمي غسلته اليوم صباحا، وقلمي عبأته قبل قليل بالحبر الأسود». ويذكر العبد المحسن أن مشري استطاع بقوة جلده وطول صبره على المرض، وتحمله الفذ للوجع أن يحافظ على ابتسامته، وأن يشيعها أينما حل، بتحريض من وعيه بأهمية الابتسامة على مواجهة قسوة المرض. ويقول: منذ عرفت مشري كان المرض قرينه، لكن دون شكوى أو جزع، يشهر ابتسامته في وجوهنا كلما تطاول عليه المرض، ويحول كل مناسبة للدعابة والمرح. زرته في القاهرة وللتو أصيب بفقدان التوازن جراء جرعة مضادة زائدة للإسهال لم يتحملها جسده المعتقل، أمد له يدي اليمنى لأسنده أثناء المشي فيشد بقوة كلما مال جسده فيؤلمني محبس، كنت أضعه في يدي اليمنى أمرني لما اشتكيت: ضع الخاتم في يدك اليسرى ما دمت من أهل اليسار. حالم ومتفائل ويتابع العبد المحسن قوله: كان الراحل ينأى عن كل ما يحزن ليرمم ما هو متهدم داخلنا، يفعل ذلك بمهارة وامتياز يكفي أن يلوح بابتسامته، أو أن «يتوذحك»، أو «يتوذح لك»، لقد أجاز مشري لهذا الفعل ان يتعدى بأكثر من حرف جر، مما أربك عبدالرحمن العبيد واضطر أن يبحث عنه في قواميس اللغة، إذ لم يعرف أن دلالات هذا اللفظ العديدة هي من اختراع المشري. ويقول إن عبدالعزيز نجح بجدارة أن يجعل المرح والفرح يرفرفان في سماء مجلسه الذي كان بمثابة منتدى يلم شملنا، نلوذ به كلما ضقنا بالدمام وأردنا أن نبتهج، يحتضننا بابتسامته، ويحتضن عوده مدغدغا أوتاره. ويروي العبد المحسن: حين كنت في زيارة للمشري بجدة بعد مغادرته الشرقية، كان أحمد (أخو عبدالعزيز مشري) يقود السيارة، فالتفت إليّ المشري وهو يشير إلى قطعة أرض واسعة قائلا: شايف هذه الأرض؟ (أعرف أنه يحلم بقطعة أرض لبيت على خمسة شوارع متجاوزا الآخرين) قلت: نعم شايف، أجاب باقتضاب: هذه الأرض ليست لي. رحلة الألم ويقول إن رحلة ألم الفقد القسري بدأت للأعضاء مبكرا، حيث بدأ السكر يسرق منه نعمة البصر، ويعطب الكلى، ثم أفقده التوازن، أعقبت تلك الموجة مرحلة البتر.. أصبع فساق فرجل، تلتها الثانية، لكن عبدالعزيز ظل متحملا وسيظل في وجداننا كاملا ومكتملا. [/center] | |
|
m0ny m@n0na الـمـشـرفـه الـعـامــه
عدد المساهمات : 296 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 الموقع : cairo.egypt
| موضوع: رد: من حياة الأديب الراحل عبدالعزيز مشري الغامدي الأربعاء مارس 02, 2011 10:35 pm | |
| | |
|